فعالية برنامج إرشادى قائم على نظرية المرونة المعرفية فى تحسين جودة الحياة المهنية لدى معلمات رياض الاطفال

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم العلوم النفسية- کلية رياض الاطفال جامعة مطروح

المستخلص

يواجه التعليم فى القرن الحالى مجموعة من التحديات والتحولات الهامة والتى من أبرزها ظهور الوسائل التکنولوجية، وشبکات الاتصال العالمية وإدارة الجودة، وقدرة المعلم على التواصل مع طلابه، الامر الذى يتطلب استجابات جديدة مختلفة عن الاستجابات الروتينية التى اعتاد عليها.
ولکى يحدث هذا التغيير الايجابى فى مؤسسات التعليم يجب النظر أولا إلى أهم عناصرهذه العملية التعليمية ومدخلاتها فيعتبر المعلم هو أحد المداخل الاساسية لمدخلات العملية التعليمية، وله الاثر الکبير والعميق فى سير العملية التعليمية ونجاحها وکل ذلک يتوقف على نوع الاعداد والتدريب الذى تلقاه المعلم قبل وأثناء الخدمة التعليمية (إيمان الشيهوب، 2011).
يشير (مجدى عبدالله، 2013) إلى أهمية تطويع وتنمية القدرات العقلية والخصال الشخصية لتحقيق أعلى درجات الاداء والکفاءة فى التفاعل مع الاخرين والشعور بالساعدة والرضا مما يعد مطلبا أساسيا فى حياة الافراد يسهم فى السلامة الجسمية والنفسية لهم. وعليه يجب على أنظمتنا التعليمية إعداد متعلمين يملکون قدرات عقلية مرنة تمکنهم من التکيف مع المواقف الجديدة التى يتعرضون لها فى عصر السرعة والتغير، وتقديم استجابات تتلائم مع طيبة هذه المواقف. (حلمى محمد عبرالعزيز، 2014، ص 79).
 إذ ترى الباحثة أن أهمية المرونة المعرفية من خلال دراسة ابعادها وکيفية تنميتها لدى معلمات رياض الاطفال تسهم فى زيادة الجهد والطاقة والمبادرة والمثابرة لديهن، وتزيد من قدراتهن على معالجة المعلومات التى تنعکس على ادائهن في کل السلوکيات التى تصدر منهن وخاصة في الموقف الصفى مع اطفالهن، مما يؤدى الى رفع مستوى تفاعلهن الصفى وتحسين جودة الحياة لديهن.
وتعرف منظمة الصحة العالمية (WHO) جودة الحياة على أنها قدرة الفرد على الاستمتاع بالامکانيات المتاحة لديه فى الحياة وشعوره بالامن والرضا والسعادة والرفاهية حتى لو کان لديه مايعوق ذلک (Anctil,et al,2007: 177). ويقصد بجودة الحياة شعور الفرد بالرضا عن الحياة والمهنة والشعور بالصحة النفسية والسعادة والتوافق مع المجتمع (Awad and Voruganti,2010: 568).
ومن هنا ترى الباحثة أهمية إدرک المعلم وشعوره بجودة الحياة التى يعيشها، ولا سيما وأن هناک من يرى بأن جودة الحياة التى يدرکها الفرد لها أثرا فى رضاه الوظيفى وانتاجيته.
 ويعرف محمد ابوحلاوة (2010) جودة الحياة لدى المعلمين على أنها ممارسة المعلم للانشطة اليومية الاجتماعية والبيئية کما وکيفا بدرجة عالية من التوفيق والنجاح وبرضا نفسى عن الحياة بشکل عام وشعوره بالايجابية بقصد إنجاز هذه الانشطة بإقتدار حيث وضع أبوحلاوة ثلاثة مکونات أساسية لجودة الحياة عند المعلم:

الاحساس الداخلى بحسن الحال والرضا عن الحياة الفعلية التى يعيشها المعلم.
القدرة على رعاية الذات والالتزام والوفاء بالادوار الاجتماعية المنوطة بها.
القدرة على الاستفادة من مصادر البيئة المتاحة وتوظيفها بشکل إيجابى.

حيث أکد محمدعلام (2012) بأن جودة الحياة بالنسبة للمعلم هى مدى شعوره بالرضا والسعادة أثناء أدائه لعمله، وشعوره بالمسئولية الاجتماعية والتحکم الذاتى والفعال فى حياته وبيئته وإشباع حاجاته النفسية بطرق فعالة مسئولة وقدرته على حل مشکلاته مع إرتفاع مستويات الدافعية الداخلية والقدرة على اتخاذ القرارات، وذلک نتيجة لتفاعل المعلم مع البيئة المدرسية التعليمية الجيدة، التى يشعر فيها بالامن النفسى وإمکانية النجاح والادارة الحکيمة وعلاقات تتسم بالجودة ويشعر بمساندة الاداراة والزملاء.
وبناء على ماسبق رأت الباحثة ضرورة بناء برنامج ارشادى يعد محاولة لمواجهة الحاجة الى اعداد معلم لديه مرونة معرفية وان يکون قادرا على ممارسة ادواره بکفاءة وفاعلية، إيمان بأن المعلم داخل حجرة الدراسة وخارجها من أهم العوامل التى تؤثر على أداء الطلاب وتنمية قدراتهم الابداعية.
 وتسعى الباحثة من خلال هذه الدراسة التعرف على أثرالبرنامج الارشادى القائم على نظرية المرونة المعرفية فى تحسين جودة الحياة المهنية لدى معلمات رياض الاطفال