برنامج أنشطة مقترح قائم على اسلوب البستنة لإکساب الأطفال ذوى متلازمة داون بعض مفاهيم حقائق الحياة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 کلية رياض الأطفال- جامعة الإسکندرية.

2 کلية رياض الأطفال- جامعة الإسکندرية

المستخلص

تعتبر مرحلة الروضة من أهم المراحل فى حياة الإنسان حيث تتشکل فيها شخصيته وتنمى فيها عاداته وسلوکه والطفل فى هذه المرحلة يحتاج الى العديد من الأنشطة لإکسابة المهارات والمفاهيم المختلفة وخاصة إذا کان من ذوى الاحتياجات الخاصة مثل الأطفال ذوى متلازمة داون.
ويذکر العديد من العلماء أن النمو العقلى للأطفال ذوى متلازمة داون يزداد ويتحسن مع الاهتمام بهم وحثهم على التعلم وتقديم العديد من الأنشطة والمثيرات البيئية لهم وقد أظهر العديد من الأطفال عند الاهتمام بهم نجاحا کبيرا فاق کل التوقعات.
لذلک ينبغى أن تکون الأنشطة المقدمة لهؤلاء الأطفال مقسمة إلى أجزاء ويراعى فيها التدرج من السهل إلى الصعب ويفضل أن تکرر الأنشطة والمهام حيث أن هذا التکرار يسهل عملية التعلم وعلينا استخدام الألفاظ الشفهية الواضحة وسهلة الفهم وتوفير المتابعة الدقيقة لجميع الأنشطة مع مراعاة أن تنمى الأنشطة المهارات الحياتية الهامة لهؤلاء الأطفال ومناسبة الانشطة لمهاراتهم الحالية وثقلها والإضافة إليها.
وهذا ما توفره لنا برامج البستنة حيث انها تعتمد بشکل اساسى وکلى على إستخدام الحواس حيث نجد أن التعليم فى الوقت الراهن هو تعليم يعتمد إلى حد کبير على المجردات ويحول دون إنخراط الطفل فى الخبرات المختلفة.
ولقد أوضح بياجيه أن عقل الطفل مختلف عن عقول الکبار فهو ليس صورة مصغرة من عقول الکبار، والعمليات الذهنية التى يقوم بها ليست تلک العمليات التى يقوم بها الکبار، ولذلک يجب أن تتفهم المعلمة لما يستطيع الطفل ان يؤديه من عمليات عقلية وأن تهيئ له المواقف التعليمية التى تتماشى مع تفکيره واستعداداته، وبذلک تستطيع المعلمة أن تهيئ الفرصة ليس للنمو الذهنى فحسب وانما لبناء صحة نفسية جيدة للطفل، من هنا يتضح لنا أن التعليم فى ضوء آراء بياجيه ليس بالأمر اليسير، لذلک يجب تحديد المفاهيم والأنشطة التى ينبغى اکسابها للطفل فى کل مرحلة مع الوضع فى الاعتبار ان هدف التعليم هنا إتاحة الفرصة للطفل للإستکشاف وهنا يأتى التأکيد على عملية الإستکشاف وليس الأشياء المکتشفة، وکذلک التعليم من خلال العمل والتجريب وليس التلقين.
والتربية المدينة جزء لا يتجزأ من خطوات رحلة الإنسان نحو المستقبل. وهي تنطلق من جوهر الوجود الإنساني وحاجاته وتجلياته في العالم.
وبالرغم من ان عدد ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر حوالى 10 ملايين شخص (مرکز حقوق الطفل المصرى واعاقات الطفولة، 2004) ونسبة الداون بين الأطفال هى 1: 800 کما ذکر مرکز سيتى (مرکز سيتى) وهى نسبة لا يستهان بها، نجد ان الاساليب التربوية المتبعة فى اکساب الأطفال ذوى متلازمة داون المفاهيم المختلفة تنحو ناحية الأساليب التقليدية والتى لا تراعى خصائص هؤلاء الاطفال وتبعد عن تدريب حواسهم وتنمية ادراکهم الحسى، مما يعنى ان هناک قصوراً فى استخدام أساليب تربوية مختلفة تتناسب وطبيعة الأطفال ذوى متلازمة داون.
ولهذا وجد أن هناک ضرورة لإجراء دراسة تستهدف قياس فعالية برنامج انشطة مقترح قائم على اسلوب البستنة لاکساب الاطفال ذوى متلازمة داون بعض مفاهيم حقائق الحياة.
وتعد هذه الدراسة هى الدراسة العربية الأولى التى تناولت هذا الموضوع وهذا يفسر عدم وجود أى دراسات عربية سابقة فى الموضوع وقلة الدراسات الأجنبية.
وتظهر مشکلة الدراسة فى التساؤل التالى:
- هل يمکن لبرنامج قائم على أسلوب البستنة أن يکسب الأطفال ذوى متلازمة داون بعض مفاهيم حقائق الحياة؟
* هدف الدراسة:
يهدف البحث إلى تصميم برنامج أنشطة قائم على أسلوب البستنة لإکساب أطفال متلازمة داون بعض مفاهيم حقائق الحياة.
* أهمية الدراسة:
الأهمية النظرية:
- فتح المجال أمام المزيد من الدراسات المتعلقة بأسلوب البستنة.
- ربط برامج البستنة بمناهج طفل الروضة واستخدامها فى إکساب الأطفال المفاهيم المختلفة.
- تقديم استراتيجية جديدة فى التدريس وهى اسلوب البستنة لاستخدامه مع الاطفال ذوى متلازمة داون.
الأهمية التطبيقية:
- تقديم برنامج بإستخدام أسلوب البستنة لإکساب الأطفال ذوى متلازمة داون بعض مفاهيم حقائق الحياة، مما يزود مصممى ومخططى المناهج فى رياض الأطفال بأساليب تعليمية جديدة تساعدهم فى تخطيط المزيد من البرامج المعتمدة على أسلوب البستنة لأستخدامها مع الأطفال العاديين.
- تقديم برنامج لإکساب الأطفال بعض مفاهيم حقائق الحياة لفتح المجال أيضاً أمام المزيد من البحوث فى هذا المجال.
- ضرورة أن تتضمن مناهج رياض الأطفال مفاهيم حقائق الحياة وهذا ما تم بالفعل فى بعض الدول العربية مثل دولة الکويت حيث جارى العمل على تضمين مفاهيم حقائق الحياة فى مناهج رياض الأطفال لديهم.
* حدود الدراسة:
- حدود مکانية:
المرکز التربوى للطفولة- کلية رياض الأطفال جامعة الاسکندرية.
- حدود بشرية:
الأطفال ذوى متلازمة داون (16 طفل وطفلة).
* فروض الدراسة:
الفرض الأول:
" توجد فروق ذات دلالة أحصائية بين متوسطات درجات إکساب الاطفال برنامج الأنشطة للمجموعة التى تم التدريس لها بإستخدام أسلوب البستنة فى القياس القبلى والبعدى للبرنامج لصالح القياس البعدى".
الفرض الثانى:
"يوجد فرق ذى دلالة إحصائية عند مستوى ≤ 0.05 بين متوسطى درجات الأطفال ذوى متلازمة داون فى التطبيقين البعدى والقبلى لمقياس مفاهيم حقائق الحياة لصالح التطبيق البعدى".
* نتائج الدراسة:
1- هناک فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات إکساب الأطفال برنامج الأنشطة للمجموعة التى تم التدريس لها باستخدام اسلوب البستنة فى القياس القبلى والبعدى للبرنامج لصالح القياس البعدى.
2- هناک فرق دال إحصائياً عند مستوى ≤ 0.05 بين متوسطى درجات الأطفال ذوى متلازمة داون فى التطبيقين القبلى والبعدى لمقياس مفاهيم حقائق الحياة لصالح التطبيق البعدى.