فاعلية برنامج قائم علي العلاج باللعب في خفض اضطراب القلق الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 قسم العلوم التربوية کلية التربية للطفولة المبکرة- جامعة الزقازيق

2 قسم العلوم النفسية کلية التربية للطفوله- جامعة المنصورة

10.12816/fthj.2020.249333

المستخلص

يعد اضطراب طيف التوحد اضطراب نمائي شامل يؤثر علي الطفل في الجوانب الاجتماعية، واللغوية، والسلوکية في مراحل حياته النمائية المختلفة، وهو اضطراب معقد ويکتنفه الکثير من الغموض فيما يتعلق بأعراضه ودلالاته وتشخيصه وتداخله مع الاضطرابات والإعاقات الأخرى الأمر الذي جعل البعض يطلقون عليه الإعاقة الغامضة (خولة يحي، 2016: 32).
فقد تم اعتماد اضطراب التوحد کفئة تشخيصية من قبل منظمة الصحة العالمية عام (1977) في الدليل العالمي لتصنيف الأمراض (International Classification of Disease (ICD-9، وفي عام (1980) صنف اضطراب التوحد کأحد الاضطرابات النمائية الشاملة Pervasive Developmental Disorder وذلک من قبل الجمعية الأمريکية للطب النفسي (APA) من خلال الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقليةDiagnostic and Statistical Manual of Mental Disorder (DSM) في طبعته الثالثة، ثم إعادة تصنيف اضطراب التوحد في عام (1981) علي أنه إعاقة صحية وذلک بناء علي التوصيات المقدمة من المنظمات والجمعيات المهتمة بالتوحد (جمال الخطيب, ومني الحديدي, 2009: 78).
وتضمنت الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية توسعا في مفهوم الاضطرابات النمائية الشاملة (PDDS) بحيث أصبح يضم فئات التوحد, واضطراب ريت، واضطراب تفکک الطفولة, واضطراب اسبرجر، والتوحد غير النمطي, والاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة (جمال الخطيب وآخرون، 2007: 65).
وجاء الدليل الإحصائي والتشخيصي الخامس (DSM- V) والصادر عن الجمعية الأمريکية للطب النفسي (APA) مُقدماً تصوراً جديداً لاضطراب طيف التوحد من حيث: المفهوم، التعريف، الفئات، ومعايير التشخيص، حيث تم وضع هذه الفئة ضمن فئة الاضطرابات النمائية العصبية Neuron- developmental Disorders، کما تم إلغاء التقسيمات الفرعية الواردة في الدليل الإحصائي الرابع والتي کانت تشير إلي خمس فئات ضمن ما يعرف بالاضطرابات النمائية الشاملة، واستبدالها بفئة واحدة وهي اضطراب طيف التوحد؛ وصنف ضمن الاضطرابات الجينية (American Psychiatric Association, 2013: 419).
وبالرغم من تزايد الاهتمام بهذا الاضطراب، وتراکم المعرفة العلمية حوله، إلا أن أسباب هذا الاضطراب لم يتم تحديدها بدقة حتي الآن، وقدم الباحثون والمختصون العديد من الفرضيات والنظريات التي تحاول تفسير أسباب حدوث التوحد ومنها: النظرية البيولوجية والعصبية، النظرية الوراثية والجينية، والنظرية البيئية (فاروق الروسان، 2014: 86).
ويظهر ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة خاصة في التعامل مع التغيرات من حوله، وعدم فهمهم لها مما يضعهم تحت ضغط وإجهاد أکبر، وفي ضوء التغييرات التي قد لا يفهمها ذوي اضطراب طيف التوحد، فإن التوقعات البيئية تصبح أکبر، حيث يکون مطالبا حتي مع وجود إعاقة بالتفاعل مع الآخرين وأفکارهم، وأن يکون قادراً علي فهم الإشارات الاجتماعية، وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد غالبا ما يکونون غير قادرين علي تحقيق هذه المتطلبات نتيجة للقصور في مهارات التفاعل الاجتماعي التي تعتبر من سمات اضطراب طيف التوحد، وغالباً ما يؤدي ذلک إلي تطويرهم لمشکلات سلوکية ونوبات من الغضب والعدوان (Shaffer; Kipp, 2009: 955).
کما أن وعي ذوي اضطراب طيف التوحد بوضعه الاجتماعي واختلافه عن أقرانه يزداد في هذه المرحلة، مما يؤثر علي مجالات التواصل والتفاعل الاجتماعي لديه، وقدرته ورغبته علي الاندماج، وخاصة أن تکوين الصدقات والتفاعل الاجتماعي يعتبر من سمات هذه المرحلة، إلا أن عدم تقبل الأقران لوضعهم الاجتماعي واختلافهم تجعلهم عرضة للرفض، الذي يؤدي إلي مخاطر تعرضهم للشعور بالقلق وتطوير أعراض الاضطرابات النفسية (Frank, 2015: 612).
فقد ازداد فهم اضطراب طيف التوحد خلال العقود الماضية، غير أن الفهم لکيفية تغير هذا الاضطراب، وکيف يظهر نفسه يعتبر قاصراً بصفة خاصة في مرحلة الطفولة المبکرة (Ratto; Mesibov, 2015: 1010).
 
وتشير عدد من الدراسات التي قامت بتتع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من مرحلة الطفولة المبکرة إلي أن معظم ذوي اضطراب طيف التوحد يظلون متأثرين بنفس الشدة من اضطراب طيف التوحد، وعلي الرغم من أن اضطراب طيف التوحد يتم تشخيصه في مرحلة الطفولة المبکرة إلا أن جوانب العجز التي يترکها هذا الاضطراب تستمر مدي الحياة (Mazzone; Vitiello, B., 2016: 281).
 
وأشار "Yin, et al." إلى أن اضطراب طيف التوحدASD واضطرابات القلق الاجتماعي Social anxiety من الحالات الشائعة في نمو المصابين باضطراب طيف التوحد، وقد تم ربط القلق Anxiety باضطراب طيف التوحد Autism spectrum disorder منذ وصف "Liu Kanner" اضطراب طيف التوحد، فقد وصف السلوک والرغبة القهرية لدي مضطربي طيف التوحد للحفاظ علي التماثل، وأنه سيشعر بالقلق إذا تم نقل الأثاث أو تغيير الروتين اليومي، وبعض يشعرون بالقلق استجابة للضوضاء أو الأصوات المرتفعة (Yin; et al., 2020: 122).
 
کما أشار ليفانسون "Levinson" إلى أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD) يعانون العديد من السلوکيات الضارة بالنفس (SIBS) طوال حياتهم، بالإضافة إلى أوجه القصور الاجتماعية والتواصلية والسلوکيات المقيدة والمتکررة، وغالبًا ما يعاني أطفال ذوي طيف التوحد من اضطرابات نفسيه کبيرة مثل القلق الناجم عن الشعور بالوحدة والعجز عن التفاعل الاجتماعي (Levinson, 2021: 160).
يتضح من العرض السابق أن ذوي اضطراب طيف التوحد من يعانون من بعض الاضطرابات النفسية المصاحبة لهم والتي منها القلق الاجتماعي Social anxiety، ومن ثم ضرورة التدخل ومحاولة مواجهة هذه الاضطراب النفسي، ومن ثم تقدم الباحثة برنامج علاجي قائم على اللعب play therapy الحر والجماعي لخفض معدلات الاضطراب النفسي المصاحب لذوي اضطراب طيف التوحد والمتمثل في القلق الاجتماعيSocial anxiety المصاحب لذوي اضطراب طيف التوحد (ASD).